الهواية بين الغريزة و ملئ الوقت
قبل طرح السؤال علينا أن نحاول أن نتفق على معنى للكلمة و من ثم نتجه لتعريف المصطلح ,,,
الهواية كلمة جذرها هوى و الهوى هو الحب و الميل القلبي و هذا بإيجاز و اختصار ,,,
فمن هذا التعريف نتجه إلى الاصطلاح و هو ميل الإنسان لكي يمارس سلوك معين سواء مادي أو معنوي يكون له معه ارتباط قوي قد يؤدي به إلى الإنفاق عليه حد الإسراف و الجنون ,,,
بعد التعريف السابق يتضح لنا أن الهواية هي أمر متعلق بين رغبة الإنسان الغريزية اتجاه أشياء في محيطه الداخلي أو الخارجي يسعى لبناء معها علاقات يرى من خلالها أن شيئا من طموحه و أحلامه تتحقق و أن بمداومته عليها يكون جزء مؤثر في هذا العالم أو مغير أو مساهم أو متفاعل في حدوده التي يرسمها بيده أحيانا ,,,
و لكي نتأكد من هذا الأمر دعونا نأخذ عينات من الهوايات التي يمارسها الإنسان و نقيس موقع تعريفنا و تحليلنا لتلك الظواهر ,,,
1- هواية التعارف و المراسلة ,,, تشكل هواية التعارف و المراسلة مساحة كبيرة للشباب و غير الشباب مع توفر أدوات الاتصال و سهولتها لذلك ترى الإنسان بطبعه الميال إلى الاستئناس بمن حوله كثير الطلب للمزيد من علاقات التعارف و مد الجسور بغية تحقيق أكبر قد من هذه الفطرة المكونة له و هو يرى بكثرة علاقاته انجازا حيويا و مصدر من مصادر النجاح الشامل لان مع كل علاقة تبنى هناك فائدة ترتجى على أي صعيد من تلك الأصعدة ,,,
هذه صورة و صورة أخرى لهواية التعارف أنها سرعان ما تتلاشى هذه العلاقات مع انغماس الإنسان في حياته العملية ,,,
و هنا قد نقف متحيرين هل هذا الاندفاع و الحماسة ناتجة عن شعور بالفراغ أو ناتج عن ميل بطبع الإنسان إلى أخيه الإنسان و أن هذا الفرد الذي هوى العلاقات انغمس إلى حد لم يشعر بحاله انه منغمس أو لنقل انه خرج عن حد الاتزان ,,,